متابعة – احمد الغزالي
كشفت سلبية النتيجة والأداء للمنتخب الوطني العراقي لكرة القدم، أمس الأول الاثنين، أمام نظيره الطاجيكي، عن خلل الثبات على التشكيلة الأمثل التي يفتقر إليه الفريق، بعد مباراة كان يفترض ان يستغلها المدرب ستريشكو كاتانيتش في تعميق أفكاره الفنية وصولا الى الوقوف على الاسلوب الذي يمكن من خلاله الدخول في معترك ما تبقى من مواجهات في التصفيات الاسيوية المزدوجة التي ستقام في العاصمة البحرينية المنامة في النصف الأول في من شهر حزيران يونيو المقبل.
ورغم الحضور الرسمي المتمثل بتواجد وزير الشباب والرياضة الكابتن عدنان درجال ورئيس الهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم اياد بنيان وعدد من المسؤولين ومتابعتهم لمباراة فريقنا الوطني، الا ان اللاعبين لم يقدموا ما لديهم من اداء فني يوازي والاهتمام الذي يحضون به، اذ عانى المنتخب الوطني من مشكلة التغييرات التي شهدتها صفوفه، بسبب سحب ادارة نادي الشرطة الرياضي، للاعبيها التسعة من صفوف المنتخب على اساس ان وديتي طاجكستان التي خاضها منتخبنا وكذلك مباراة النيبال التي سيلعبها فريقه يوم السبت المقبل، غير مثبتة ضمن لائحة اجندة الفيفا الودية، وهو ما دفع ثمنه فريقنا الذي لعب مباراة طاجكستان مفتقراً الى الحلول الفنية التي خاضها في المواجهات السابقة التي دخلت ضمن منهاج الكادر التدريبي للمنتخب، كتلك التي لعبها في طاشقند أمام اوزبكستان أواخر شهر آذار مارس الماضي وفاز بها بهدف واحد!
ودخل كاتانيتش، مباراة طاجكستان، بتشكيلة مؤلفة من جلال حسن لحراسة المرمى وفيصل جاسم واحمد ابراهيم وميثم جبار ومصطفى محمد جبر وعلي عدنان وصفاء هادي وبشار رسن وهمام طارق وشيركو كريم ومهند علي.. لكن التشكيلة لم تفلح في انتزاع الفرص التي سنحت لهم طيلة دقائق المباراة، ولم تقنع الحضور بالشكل الذي اجبر المدرب على استخدام اوراق بديلة عن تلك التي خاضها في لقاءات سابقة وكانت تؤدي بشكل فني أكثر وتملك هوية خوض المواجهات الدولية، ابرزهم لاعبي الشرطة المنسحبين التسعة وابرزهم علي فائز وامجد عطوان وعلاء مهاوي، الذين كان لهم دوراً في المباريات السابقة!
الوجه الجديد
وأفضل ما يمكن قوله عن مباراة طاجكستان، انها قدمت اللاعب الموهوب بسام شاكر، لاعب فريق النفط، الذي قدم مستوى اوحى للجميع، ان كرة القدم العراقية دائماً ما تقدم لاعبين جدد الى النجومية، وبسام الذي خاض اول تجربة رسمية له مع اسود الرافدين، كان الحسنة الوحيدة التي فعلت ما فعلته على الاديم الأخضر في ملعب الفيحاء بعد ان كان عوناً لمن معه من لاعبين واجاد في الكثير من حالات اللعب، بل وتمكن من سرقة الاضواء من اللاعبين سبقوه في خوض المباريات الدولية.
الروحية المنقوصة
وعلى الأرجح فأن ما كان يعاني منه فريقنا الوطني في تجربته امام طاجكستان، انها افتقدت الى الروحية، وهو مؤشر ان دلَ على شيء، إنما دلَ على ان الفريق بحاجة الى بناء نفسي صحيح وارتقاء في الفكر وهو ما يجعلنا ننظر بنوع آخر على مباراة النيبال القادمة، على ان تكون مباراة يُرفع فهيا شعار “تصحيح المسار” كونها مباراة الفيصل التي تُبنى عليها الآراء وتعزز القدرات وتزيد من الثقة التي يحتاجها لاعبونا في مباراتهم شريطة ان تكتمل عوامل الثبات على التشكيلة في نهايتها لتكون الصورة أوضح والإطار العام معروف!
تدريب المنتخب
بعد يوم من الراحة، يعود منتخبنا الوطني الى تدريباته باشراف مدربه السلوفيني كاتانيتش وكادره المساعد، إذ منح اللاعبين فرصة للاستشفاء عقب مباراة طاجكستان، في وقت سيتاهب المنتخب لمباراة النيبال بوحدتين تدريبيتين اليوم غداً على ان تكون الوحدة التدريبية يوم الجمعة اقل حدة وتكون بحملٍ فني أقل.
خلل تنظيمي
وبعيداً عن الجانب الفني، فإن خللاَ تنظيمياً غير مسبوق احتسب على منظمي المباراة، او اولئك الذين تم وضعهم لترتيب الدعم اللوجستي للمباراة، اذ اضطر وفد الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية الى الخروج من الملعب بعد 14 دقيقة من انطلاق المباراة، بسبب دخول الجمهور، بشكل غير مبرر، وهو ما يتنافى من تعليمات خلية الازمة الخاصة بجائحة كورونا فايروس، ولجنة السلامة والصحة، اذ تحول التباعد الاجتماعي، الى تقارب على المدرجات، في ظل جلوس الصحفيين في مواقع لا تليق بهم، وتم دفع اعداد من الجماهير تصل الى 2000 مشجع بينهم، وهو مؤشر سلبي نتمنى ان يتجاوزه القائمين على ادارة المباريات الدولية.
الخليجي يراقب اللقاء
وراقب اتحاد كاس الخليج لكرة القدم، مباراة العراق وطاجكستان في ملعب الفيحاء، الملعب الثانوي في المدينة الرياضية، عن طريق رابط المباراة، لتثبيت بعض النقاط ومتابعة اللقاء وتسجيل الملاحظات على امور تتعلق بامكانية تثبيت المباريات الدولية التي ستقام على ارضيته، ومتابعة سير المباريات عليه بالشكل الامثل والانسب وبما يتلائم مع لوائح المباريات الدولية في الملاعب المعتمدة.
وفد النيبال يصل اليوم
وقال أحمد الموسوي.. مدير عام التربية البدنية في وزارة الشباب والرياضة إن وفد منتخب طاجكستان سيصل اليوم الاربعاء الى مدينة البصرة بوفد يضم 36 شخصاً بينهم اداريين وفنيين و23 لاعباً على ان يجري وحدتين تدريبيتين قبل لقاء يوم السبت المقبل في ملعب الفيحاء بالمدينة الرياضة وذلك في تمام الساعة السابعة والنصف مساء، علما ان مؤتمراً فنياً يسبق المواجهة.
الطاجيك سعداء بالتعادل
ابدى مدير المنتخب الطاجيك يعزيز داستييوف سعادته بنتيجة التعادل التي حققها منتخبه امام اسود الرافدين.
وقال داستييوف “سعداء جداً بالتعادل مع العراق (…) كانت مباراة مهمة للفريقين وخصوصا فريقنا الذي يواصل الاستعدادات للمرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم وتنتظره مباراة مهمة مع المنافس الياباني الذي يعد المنتخب الأبرز في قارة أسيا”.
واضاف “حقيقة المنتخب العراقي يتمتع بسمعة جيدة ويملك لاعبين متميزين وكان اللقاء مثمر للفريقين حيث شاركت بعض العناصر الجديدة التي تلعب لأول مرة على الصعيد الدولي”.
واوضح “قدمنا اداء طيب، وسيكون لبعض الوجوه كلمة مهمة وتاثير فني في المباريات الرسمية في التصفيات”.
وأكمل “نأمل ان نخطف إحدى بطاقتي التأهل الى المرحلة اللاحقة”.
عدنان متفائل بالأسود
اعرب لاعب منتخبنا الوطني ونادي فانكوفر الكندي، علي عدنان، عن تفاؤله بأن يخطف أسود الرافدين احدى بطاقتي التأهل الى المرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2022 مشدداً على ضرورة توفير مستلزمات النجاح في الفترة المقبلة.
وقال عدنان إن “تجريبية طاجكستان كشفت للمدرب السلوفيني العديد من الأمور وستكون المباراة المقبلة امام النيبال المحطة الاخيرة قبل الولوج فيما تبقى من مباريات في التصفيات المزدوجة وبالتالي باتت جميع الأمور واضحة قبل السفر إلى المنامة”.
واضاف “علينا ان لا نفكر بعيداً وخلط الأوراق فالوصول إلى كأس العالم يحتاج الكثير وجل همنا كلاعبين مواصلة تقديم النتائج الايجابية وقطع بطاقة العبور إلى الدور المقبل الذي ومن دون شك سيكون اصعب بكثير سيما أننا سنواجه منتخبات قوية على مستوى القارة”.
عبد الزهرة وثمار الودية
من جانبه بين المهاجم علاء عبد الزهرة ان مواجهة طاجكستان اتت اكلها، برغم اختلاف المباريات الدولية عن مباريات الدوري المحلي.
وذكر عبد الزهرة “بغض النظر عن نتيجة المباراة، إلا ان الهدف المنشود تحقق من خلال منح فرصة المشاركة للاعبين الجدد وهذا هو الأهم للمدرب فضلا عن الأجواء المناخية التي تتمع بها البصرة التي تشبه إلى حد كبير أجواء البحرين وبالتالي سندخل المنافسات الرسمية بأجواء مشابه فضلا عن التجريبية المرتقبة أمام النيبال التي نطمح من خلالها الظهور بمستوى افضل”.
واضاف ان “المباريات الدولية تختلف عن مباريات الدوري المحلي من ناحية السرعة والانتقال والكثير من الامور ونحتاج إلى التأقلم في قادم الايام”.
وختم حديثه بالقول “نطمح ان نقدم مستويات طيبة في البروفا المقبلة امام النيبال لتكون حافزاً كبيراً ومهماً لنا كلاعبين قبل التوجه إلى المنامة”.
هاتو مستاء من الأداء
اعرب لاعب نادي الميناء البصري السابق وهدافه، عقيل هاتو، عن استيائه من الأداء الفني الذي ظهر به منتخبنا الوطني، ميبناً انزعاجه من المستوى.
وقال هاتو “الواقع ان المنتخب ظهر بشكل ضعيف، بل انه لا يلبي طموحات الجمهور الرياضي التواق لأداء أفضل ومستوى ارقى”.
واضاف ان ” المنافس الطاجيكي لم يكن بالمستوى الذي نُعول عليه لتحضير منتخبا للتصفيات المزدوجة، وهو ما يجعلنا ان نوجه الانتقاد الى الوضع الذي يقف عليه فريقنا الوطني”.
وزاد “كان بالامكان ان نخرج بفوز عريض قوامه ثلاث او اربعة اهداف على اقل تقدير لان المنافس كان وديعاً”.
واردف ان “الاستقرار التدريبي الذي يعيشه الملاك التدريبي للمنتخب الوطني يحتم عليه حصد البطولات لا التفوق بالمباريات التجريبية”. مختتما تصريحه بالقول “نطمح ان يتلافى السلوفيني الاخطاء التي حدثت في المباراة السابقة قبيل المغادرة إلى البحرين”.
حنون : الودية لم تأتي بجديد!
وقال الصحفي الرياضي الزميل علي حنون عضو لجنة الدورات والتطوير في الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية، إن “مباراة منتخبنا الودية مع نظيره منتخب طاجكستان، لم تأت بجديد، فذات الملاحظات التي تُدونها باستمرار مُفكرات المتابعين، رافقت حضور التشكيلة في مقابلة الفيحاء في مدينة البصرة”.
واضاف “ربما ما يُشفع لنا تقبل الأمر، في هذه الفترة، هو أن المُواجهة تجري أحداثُها في أتون منصة تدريبية من ناحية الحسابات الفنية وأنها تُقام في ظل فاصلة حيوية تأسيسا على قرب خوض المنتخب الوطني لما تبقى من مباريات المرحلة الأولى للتصفيات القارية المزدوجة”.
وواصل حنون “من خلال القراءة الفنية لأحداث الشوط الأول رصدنا توازنا في أداء المُنتخبين، في مقابلة جرت في مساحة متوسطة من حيث المستوى الفني، اجتهد كُل منهما في الوصول الى منطقة جزاء الآخر إخطاره عبر كرات لم تكتب لها نهايات سليمة”.
وتابع “من جانب منتخبنا فإنه كان راغباً في تحقيق هدف السبق في القسم الأول اعتمادا على محاولات خجولة كانت تُولد من جهة على عدنان، الذي يحتاج على ما يبدو الى جهد ذاتي وإرادة للتخفيف من وزنه، ومن جانبه لم يكن مهند علي بأفضل حالاته، فيما تعثر الجميع في صناعة الكرات الرأسية مع حضور المشكلة المُستدامة في مركز قلب الدفاع”.
وذكر ان “قد يكون الشوط الثاني أفضل نوعا ما من سابقه، بعدما سجلت أحداثه استحواذا للكرة من جانب منتخبنا الوطني نظير دخول الثالوث تحديدا ضرغام وحسين وأيمن، إذ ظهرت وفق ذلك في أفق الحيازة تقربات من مرمى طاجكستان كانت أغلبها مشاريع أهداف، وهي خطوة تُحسب لمن حفز زملاءه لتسجيل الحضور الأفضل في القسم الثاني من زمن المواجهة، والتي في عموم الحال لم نر فيها استثمارا من قبل الأسود لعامل الأرض وأيضا لأمر ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة